الشقر ، وهو شقائق النعمان ، قال الشاعر (١).
وعلا الخيل دماء كالشقر (٢) يريد كشقائق النعمان.
والأولى عندي أنّ وادي الشقرة موضع بعينه مخصوص ، سواء كان فيه شقائق النعمان أو لم يكن ، وليس كلّ واد يكون فيه شقائق النعمان تكره الصلاة فيه ، بل الموضع المخصوص فحسب ، وهو بطريق مكّة ، لأنّ أصحابنا قالوا : تكره الصلاة في طريق مكّة بأربعة مواضع من جملتها وادي الشقرة. ثمّ استشهد لمختاره بما ذكره ابن الكلبي النسّابة حيث جعل ذا الشقرة اسما لموضع (٣). انتهى.
وعن العلامة في المنتهى : الشقرة بفتح الشين وكسر القاف ، واحدة الشقر ، وهو شقائق النعمان ، وكلّ موضع فيه ذلك تكره الصلاة فيه. وقيل : وادي الشقرة موضع مخصوص بطريق مكة ، ذكره ابن إدريس. والأوّل أقرب ؛ لما فيه من اشتغال القلب بالنظر إليها ، وقيل : هذه مواضع خسف فتكره الصلاة فيها ؛ لذلك (٤). انتهى.
أقول : قد تقدّم (٥) في خبر عمّار تعليل النهي «بأنّ فيه منازل الجنّ» فهو المعوّل عليه ، وظاهره إرادة موضع مخصوص وإن أمكن حمله على إرادة
__________________
(١) هو طرفة بن العبد ، راجع ديوانه : ٥٥.
(٢) صدر البيت هكذا :وتساقى القوم كأسا مرّة
(٣) السرائر ١ : ٢٦٤ ـ ٢٦٥.
(٤) منتهى المطلب ٤ : ٣٥٠ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢١٤.
(٥) في ص ١١٥.