أجرا» (١).
وعن الصدوق مرسلا نحوه (٢).
وعنه أيضا في الفقيه مرسلا قال : أتى رجل أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لأحبّك ، فقال له : «ولكنّي أبغضك» قال : ولم؟ قال : «لأنّك تبغي في الأذان كسبا ، وتأخذ على تعليم القرآن أجرا» (٣).
وفيه : أنّ سوق الخبرين خصوصا ثانيهما يشهد بإرادة الكراهة ، مع أنّه لا دلالة فيهما على بطلان الإجارة وعدم استحقاقه للأجرة.
واستدلّ له أيضا بما روي عن كتاب دعائم الإسلام عن عليّ عليهالسلام أنّه قال :«من السحت أجر المؤذّن» (٤).
وهذه المرسلة لا قصور في دلالتها ، ولكنّها قاصرة السند.
اللهمّ إلّا أن يجعل الشهرة جابرة له. وفيه تأمّل.
فما حكي عن السيّد (٥) رحمهالله وظاهر المصنّف في المعتبر ، والشهيد في الذكرى (٦) ، وقوّاه غير واحد من المتأخّرين (٧) من القول بالكراهة هو الأشبه ،
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٨٣ / ١١٢٩ ، الوسائل ، الباب ٣٨ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ١.
(٢) الفقيه ١ : ١٨٤ / ٨٧٠ ، الوسائل ، الباب ٣٨ من أبواب الأذان والإقامة ، ذيل ح ١.
(٣) الفقيه ٣ : ١٠٩ ـ ١١٠ / ٤٦١ ، الوسائل ، الباب ٣٨ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٢.
(٤) دعائم الإسلام ١ : ١٤٧ ، وعنه في الحدائق الناضرة ٧ : ٣٥٠.
(٥) حكاه عنه المحقّق في المعتبر ٢ : ١٣٤ نقلا عن مصباحه ، وكذا العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٢٧٦.
(٦) المعتبر ٢ : ١٣٣ ـ ١٣٤ ، الذكرى ٣ : ٢٢٣ ، وحكاه عنهما العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٢٧٦.
(٧) كالأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان ٨ : ٩١ ـ ٩٢ ، والفيض الكاشاني في مفاتيح الشرائع ١ : ١٢٠ ، مفتاح ١٣٨.