.................................................................................................
______________________________________________________
في الكرّ من الماء كم يكون قدره؟ قال : «إذا كان الماء ثلاثة أشبار ونصفاً في مثله ثلاثة أشبار ونصف في عمقه من الارض» والسند معتبر بلا ريب *.
واعترض في «المدارك (١)» بالسكوت عن العرض وفي «الروض (٢)» المسكوت عنه العمق.
وقال الشيخ البهائي (٣) والخراساني (٤) : بأنّ قوله : «في عمقه» إمّا حال من مثله أو نعت لثلاثة أشبار الّذي هو بدل من مثله ، ولو لا الحمل على هذا لصار قوله : في عمقه ، كلاما متهافتاً منقطعاً.
وبقي شيء وهو أنّه كيف يتصوّر العرض مع موافقته للطول في كمّية الأشبار مع أنّ المتعارف أنّ العرض أقصر من الطول؟ قلت : للعرض تفسير آخر وهو ما اعتبر ثانياً اي بعد اعتبار أوّل إلا أنّه يدخل في الكرّ ما ليس بكرّ على الظاهر كما إذا كان الماء مجتمعاً في كرة طولها ثلاثة أشبار ونصف وعرضها وعمقها كذلك.
وقال الاستاذ دام ظلّه (٥) في «حاشية المدارك» الظاهر من الرواية الشكل المدور بقرينة رواية الحسن (٦) بن صالح الواردة في الركي وهو مدور والكرّ اسم مكيال والظاهر في شكله الاستدارة. وعلى هذا يصير مجموع مكسرها ثلاثة وثلاثين شبراً تقريباً.
__________________
(*) لأنّ يحيى إنّما وجد في التهذيب ولم يوجد في الكافي ولا الاستبصار على أنّه يشبه أن يكون سهواً من قلم الناسخ ، أراد أن يكتب عيسى فكتب يحيى (منه قدس سرّه).
__________________
(١) مدارك الأحكام : كتاب الطهارة ج ١ ص ٥٠.
(٢) روض الجنان : كتاب الطهارة ص ١٤٠.
(٣) الحبل المتين : كتاب الطهارة في تقدير الكرّ ص ١٠٨.
(٤) ذخيرة المعاد : كتاب الطهارة ص ١٢٢ س ٢٠.
(٥) حاشية المدارك : كتاب الطهارة ص ٢٣ (مخطوط المكتبة الرضوية الرقم ١٤٣٧٥).
(٦) وسائل الشيعة : ب ٩ من ابواب الماء المطلق ح ٨ ج ١ ص ١١٨.