يا مدّعي في هوى الحس |
|
ن والغرام الإمامه |
أتى قريضك ، لكن |
|
لم أرض منه نظامه (١) |
أمدّعي الحبّ يثني |
|
يأس الحبيب زمامه |
ضللت كلّ ضلال |
|
ولم تفدك الزعامه |
ما زلت تصحب مذكن |
|
ت في السباق السلامه |
حتى عثرت وأخجل |
|
ت بافتضاح السآمه |
بالله في كلّ وقت |
|
يبدي السحاب انسجامه |
والزهر في كلّ حين |
|
يشق عنه كمامه |
لو كنت تعرف عذري |
|
كففت غرب الملامه |
ووجّهت هذه الأبيات مع موصل أبياته ، بعد ما لعنته وسبّته ، وقالت له : لعن الله المرسل والمرسل! فما في جميعكما خير ، ولا لي برؤيتكما حاجة ، وانصرف بغاية من الخزي ، ولمّا أطلّ على أبي جعفر وهو في قلق لانتظاره قال له : ما وراءك يا عصام؟ قال : ما يكون وراء من وجهه خلف إلى فاعلة تاركة ، اقرأ الأبيات تعلم ، فلمّا قرأ الأبيات قال للرسول : ما أسخف عقلك وأجهلك! إنها وعدتني للقبّة التي في جنّتي المعروفة بالكمامة ، سر بنا ، فبادروا إلى الكمامة (٢) ، فما كان إلّا قليلا ، وإذا بها قد وصلت ، وأراد عتبها ، فأنشدت : [الوافر]
دعي عدّ الذنوب إذا التقينا |
|
تعالي لا نعدّ ولا تعدّي |
وجلسا على أحسن حالة ، وإذا برقعة الكتندي الشاعر لأبي جعفر ، وفيها : [الطويل]
أبا جعفر ، يا ابن الكرام الأماجد |
|
خلوت بمن تهواه رغما لحاسد |
فهل لك في خلّ قنوع مهذّب |
|
كتوم عليم باختفاء المراصد |
يبيت إذا يخلو المحبّ بحبّه |
|
ممتّع لذات بخمس ولائد |
فقرأها على حفصة ، فقالت : لعنة الله! قد سمعنا بالوارش (٣) على الطعام والواغل على الشراب ، ولم نسمع اسما لمن يعلم باجتماع محبّين فيروم الدخول عليهما ، فقال لها : بالله سمّيه لنكتب له بذلك ، فقالت : أسمّيه الحائل ؛ لأنه يحول بيني وبينك إن وقعت عيني عليه ،
__________________
(١) القريض : الشعر.
(٢) في ب ، ه : «فبادروا للكمامة».
(٣) الوارش على الطعام : الداخل على قوم يأكلون ولا يدعى للأكل.