فكتب له في ظهر رقعته : [المجتث]
يا من إذا ما أتاني |
|
جعلته نصب عيني |
تراك ترضى جلوسا |
|
بين الحبيب وبيني |
إن كان ذاك فماذا |
|
تبغي سوى قرب حيني (١) |
والآن قد حصلت لي |
|
بعد المطال بديني |
فإن أتيت فدفعا |
|
منها بكلتا اليدين |
أو ليس تبغي وحاشا |
|
ك أن ترى طير بين (٢) |
وفي مبيتك بالخم |
|
س كلّ قبح وشين |
فليس حقّك إلّا ال |
|
خلوّ بالقمرين |
وكتب له تحت ذلك ما كان منها من الكلام ، وذيّل ذلك بقوله : [مجزوء الكامل]
سمّاك من أهواه حائل |
|
إن كنت بعد العتب واصل |
مع أنّ لونك مزعج |
|
لو كنت تحبس بالسلاسل |
فلمّا رجع إليه الرسول وجده قد وقع بمطمورة نجاسة ، وصار هتكة ، فلمّا قرأ الأبيات قال للرسول : أعلمها بحالي ، فرجع الرسول ، وأخبرهما بذلك ، فكاد أن يغشى عليهما من الضحك ، وكتب إليه ارتجالا (٣) كلّ واحد بيتا بيتا (٤) ، وابتدأ أبو جعفر فقال : [مجزوء الرجز]
قل للذي خلّصنا |
|
منه الوقوع في الخرا |
ارجع كما شاء الخرا |
|
يا ابن الخرا إلى ورا |
وإن تعد يوما إلى |
|
وصالنا سوف ترى |
يا أسقط الناس ويا |
|
أنذلهم بلا مرا |
هذا مدى الدهر تلا |
|
قي لو أتيت في الكرا |
يا لحية تشغف في ال |
|
خرء وتشنا العنبرا (٥) |
__________________
(١) الحين ـ بفتح فسكون : الهلاك والموت.
(٢) البين : البعد ، الفراق. ويقال : غراب البين ، أي الموت.
(٣) كلمة «ارتجالا» ساقطة من ب.
(٤) في ب : «كل واحد بيتا» وفي ه «كل واحد منهما بيتا».
(٥) تشنا : تكره وتبغض. وأصله تشنأ فسهل الهمزة بقلبها ألفا.