يذكر في شعره خلافا |
|
وهو لزور المحال ذاكر (١) |
بالأمس قد كان ذا انتهاك |
|
فما له بعد ذاك عاذر |
إن كان هذا فإنّ حظي |
|
وافى لربح فآب خاسر (٢) |
فقال له أبو جعفر : يا أبا العباس ، اشرب هنيئا غير مقدر ما قدرت ، فلو كان هذا المضحك على الصفة التي ذكرت كان الذنب منسوبا إليّ في كوني أحضر في مجلسي (٣) من يهتك ستر المستورين ، ومهما تره هنا بهذه الخفة والطيش والتسرّع للكلام فإنه إذا فارقنا أثقل من جبل ، وأصمت من سمكة ، متزيّ بزيّ خطيب في نهاية من السكون والوقار : [الطويل] :
وتحت الثياب العار لو كان باديا (٤)
فكن في أمن ما شربت معي ، فإني والله لا أسمع أحدا من أصحابنا تكلّم في شأنك بأمر إلّا عاقبته أشدّ العقاب ، والذنب في ذلك راجع إليّ. فسكن ابن سيد وجعل يحثّ الأقداح ، ويمرح أشدّ المراح ، على ما كان يظهره من الانقباض ، تقيّة لما يخشاه من الاعتراض ، إلى أن قاربت الشمس الغروب ، ومدّ لها في النهر معصم مخضوب ، فقال أبو جعفر : [المجتث]
انظر إلى الشمس قد أل |
|
صقت على الأرض خدّا |
فقال ابن سيد :
هي المراة ولكن |
|
من بعدها الأفق يصدا (٥) |
فقال أبو جعفر :
مدّت طرازا على النه |
|
ر عندما لاح بردا |
فقال ابن سيد :
أهدت لطرفك منه |
|
ما للأكارم يهدى |
فقال أبو جعفر :
__________________
(١) في ه : «يذكر في شعره غلافا».
(٢) آب : عاد.
(٣) في ه : «أحضر مجلسي».
(٤) هذا عجز بيت ينسب لذي الرمة ، وينسب لامرأة اسمها كنزة تقوله في مية :
على وجه ميّ مسحة من ملاحة |
|
وتحت الثياب العار لو كان باديا |
(٥) المراة : أراد المرآة.