محصّنة محسّنة بعيد |
|
تناولها ومطلبها عسير |
ألم تك معقلا للدّين صعبا |
|
فذلله كما شاء القدير |
وأخرج أهلها منها جميعا |
|
فصاروا حيث شاء بهم مصير |
وكانت دار إيمان وعلم |
|
معالمها الّتي طمست تنير |
فعادت دار كفر مصطفاة |
|
قد اضطربت بأهليها الأمور |
مساجدها كنائس ، أي قلب |
|
على هذا يقرّ ولا يطير؟ |
فيا أسفاه يا أسفاه حزنا |
|
يكرّر ما تكررت الدّهور |
وينشر كل حسن ليس يطوى |
|
إلى يوم يكون به النشور |
أديلت قاصرات الطّرف كانت |
|
مصونات مساكنها القصور (١) |
وأدركها فتور في انتظار |
|
لسرب في لواحظه فتور |
وكان بنا وبالقينات أولى |
|
لو انضمت على الكل القبور (٢) |
لقد سخنت بحالتهن عين |
|
وكيف يصحّ مغلوب قرير |
لئن غبنا عن الإخوان إنا |
|
بأحزان وأشجان حضور |
نذور كان للأيّام فيهم |
|
بمهلكهم فقد وفت النذور (٣) |
فإن قلنا العقوبة أدركتهم |
|
وجاءهم من الله النكير |
فإنا مثلهم وأشد منهم |
|
نجور وكيف يسلم من يجور |
أنأمن أن يحل بنا انتقام |
|
وفينا الفسق أجمع والفجور |
وأكل للحرام ولا اضطرار |
|
إليه فيسهل الأمر العسير |
ولكن جرأة في عقر دار |
|
كذلك يفعل الكلب العقور |
يزول الستر عن قوم إذا ما |
|
على العصيان أرخيت السّتور |
يطول عليّ ليلي ، رب خطب |
|
يطول لهوله الليل القصير |
خذوا ثار الديانة وانصروها |
|
فقد حامت على القتلى النّسور |
__________________
(١) قاصرات الطرف : النساء. وفي القرآن الكريم (قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ).
(٢) في ه «وكان بنا وبالفتيات أولى».
(٣) مهلكهم : هلاكهم.