ولا تهنوا وسلّوا كل عضب |
|
تهاب مضاربا عنه النّحور (١) |
وموتوا كلكم فالموت أولى |
|
بكم من أن تجاروا أو تجوروا |
أصبرا بعد سبي وامتحان |
|
يلام عليهما القلب الصّبور |
فأمّ الصبر مذكار ولود |
|
وأمّ الصقر مقلات نزور (٢) |
تخور إذا دهينا بالرزايا |
|
وليس بمعجب بقر يخور (٣) |
ونجبن ليس نزأر ، لو شجعنا |
|
ولم نجبن لكان لنا زئير |
لقد ساءت بنا الأخبار حتى |
|
أمات المخبرين بها الخبير |
أتتنا الكتب فيها كلّ شرّ |
|
وبشّرنا بأنحسنا البشير |
وقيل تجمعوا لفراق شمل |
|
طليطلة تملّكها الكفور |
|
||
فقل في خطة فيها صغار |
|
يشيب لكربها الطفل الصغير |
لقد صم السميع فلم يعوّل |
|
على نبإ كما عمي البصير |
تجاذبنا الأعادي باصطناع |
|
فينجذب المخوّل والفقير |
فباق في الديانة تحت خزي |
|
تثبطه الشّويهة والبعير (٤) |
وآخر مارق هانت عليه |
|
مصائب دينه فله السعير |
كفى حزنا بأن الناس قالوا |
|
إلى أين التحول والمسير |
أنترك دورنا ونفر عنها |
|
وليس لنا وراء البحر دور |
ولا ثمّ الضياع تروق حسنا |
|
نباكرها فيعجبنا البكور |
وظلّ وارف وخرير ماء |
|
فلا قرّ هناك ولا حرور (٥) |
ويؤكل من فواكهها طريّ |
|
ويشرب من جداولها نمير |
__________________
(١) العضب : السيف القاطع. وسله : أخرجه من غمده.
(٢) أصل هذا البيت قول الشاعر :
بغاث الطير أكثرها فراخا |
|
وأم الصقر مقلاة نزور |
ووقع في ب ، ه «فأم الثكل مذكار ولود» وفي ب «مقلات».
(٣) نخور : نصوت ، وأصل الخوار صوت البقر.
(٤) الشويهة : تصغير الشاة.
(٥) القرّ : البرد.