لموارد استعمالاته ـ ولا أظنّ (١) أحدا يلتزم بجواز البيع بمجرّد احتمال أداء بقائه إلى الخراب ، لأنّ (٢) كلمات من عبّر بهذا العنوان ـ كما عرفت ـ بين (٣)
______________________________________________________
(١) هذا هو الإشكال على الاستدلال ، يعني : أن ظهور المكاتبة معرض عنه ، لعدم التزامهم بجواز بيع الوقف عند الشك في أن بقاءه يفضي إلى الخراب ، فضلا عن الوهم. ومن المعلوم سقوط الرواية الصحيحة سندا عن الحجية بترك العمل بظاهرها.
(٢) تعليل لعدم الظن بالالتزام ، وحاصله : الاستشهاد بكلام المجوّزين على اختصاص جواز البيع بالعلم بالأداء أو خوفه ، وعدم شموله للاحتمال.
(٣) خبر «لأنّ» يعني : أنّ تعبير المجوزين يكون إمّا «الأداء» الظاهر في
__________________
هذا مضافا إلى التأمل في أصل الدعوى. قال ابن هشام : «وليس معناها التقليل دائما ، خلافا للأكثرين. ولا التكثير دائما ، خلافا لابن درستويه وجماعة ، بل ترد للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا ...» فراجع (١).
وعلى كل تقدير لا تدل «ربما» على الاحتمال المتساوي أو المرجوح ، بل تدل على وجود مدخولها قليلا أو كثيرا. فعليه يمكن دعوى العلم بتحقق مدخولها.
ولعلّ من عبّر بالخوف ـ كما تقدم في كثير من العبارات المتعلقة بالمقام ـ غرضه العلم بالخراب.
وكيف كان ، فمناقشة المصنف في معنى «ربّ» ضعيفة جدّا.
فالإنصاف أن كلمة «ربما» تدل على وقوع محذور تلف المال والنفس عند إختلاف أرباب الوقف.
ويمكن تأييد دلالتها على الوقوع بمجيء الماضي وهو ـ جاء ـ بعدها ، حيث إن الماضي يدل على تحقق النسبة ، فكأنّ الفعل المحقق الوقوع نزّل منزلة الماضي ، فأخبر عن وقوعه كما هو كثير في المحاورات العرفية.
__________________
(١) مغني اللبيب ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، طبعة ١٩٦٤ دمشق.