.........................................
____________________________________
ولذلك ورد في الحديث عن سيّدهم أمير المؤمنين عليه السلام قوله : «ما لله آيةً أكبر منّي» (١).
ولذلك أيضاً ضرب به المَثَل رسول الله صلى الله عليه وآله في شأن نزول قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (٢) كما تلاحظه في أحاديث كثيرة (٣) قد رويت متواتراً منّا ، بل رويت من طريق الفريقين.
وبحقٍّ كان سيّد العترة أمير المؤمنين أكبر آية وأعظم دلالة من آيات الله ودلالاته ، عجيباً في شأنه ، غريباً في معجزاته ، كما تلاحظ ذلك في سيرة حياته (٤).
ومن عجائبه وليس من بعجيب :
أنّه لم يبارز أحداً إلاّ وظفر به.
ولا نجا أحدٌ من ضربته فصلح منها ولم يفلت منه قرن ولا شجاع.
ولا قاتل تحت راية إلاّ غلب ، وبارز عمرو بن عبد ودّ العامري بوثبته إليه أربعين ذراعاً فضربه ورجع عشرين ذراعاً.
وضرب مرحب الخيبري على رأسه فقطع العمامة والخوذة والرأس والحلق وما عليه من الجوشن من قدّام وخلف فقدّها بنصفين.
وقلع باب خيبر الذي كان يغلقه عشرون رجلاً منهم فدحا به في الهواء ، وتترّس به ، وجعله جسراً لعبور العسكر ، ثمّ جرّبه العسكر فلم يستطع أن يحمله أربعون رجلاً منهم.
بل كان حتّى في الخِلقة والتكوين وحيداً في بدنه وفريداً في صفاته كما تعرف
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٦ ص ٣ ب ٢٥ ح ٧ و ١٠ و ١١.
(٢) سورة الزخرف : الآية ٥٧.
(٣) بحار الأنوار : ج ٣٥ ص ٣٢١ ب ١٠ ح ١٨.
(٤) بحار الأنوار : ج ٤٢ ص ٣٣ ح ١١ ، وص ٥٠ ح ١ ، وج ٤١ ص ٢٧٩.