.........................................
____________________________________
رسول الله ، وذرّية رسول الله ، ونسل رسول الله؟
قلت : نعم ؛ لأنّ الله تعالى سمّاهم «أبناءه» في قوله تعالى : (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) ، وإنّما عنى الحسن والحسين ، ولو أوصى لولد فلان بمال دخل فيه أولاد البنات ، وسمّى الله تعالى عيسى ذرّية إبراهيم في قوله : (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ) إلى أن قال : (وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ) ؛ ولم يختلف أهل اللغة في أنّ ولد البنات من نسل الرجل.
فإن قلت : فما تصنع بقوله تعالى : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ) (١)؟
قلت : أسألك عن اُبوّته لإبراهيم بن مارية ؛ فكما تجيب به عن ذلك ؛ فهو جواب عن الحسن والحسين عليهما السلام.
والجواب الشامل للجميع أنّه عنى زيد بن حارثة لأنّ العرب كانت تقول : «زيد بن محمّد» على عادتهم في تبنّي العبيد ، فأبطل الله تعالى ذلك ، ونهى عن سنّة الجاهلية ، وقال : إنّ محمّداً عليه السلام ليس أباً لواحد من الرجال البالغين المعروفين بينكم ليعتزي إليه بالنبوّة ، وذلك لا ينفي كونه أباً لأطفال ، لم تطلق عليهم لفظة الرجال ، كإبراهيم وحسن وحسين عليهم السلام.
فإن قلت : أتقول إنّ ابن البنت ابن على الحقيقة الأصلية أم على سبيل المجاز؟
قلت : لذاهب أن يذهب إلى أنّه حقيقة أصلية ؛ لأنّ أصل الإطلاق الحقيقة ، وقد يكون اللفظ مشتركاً بين مفهومين وهو في أحدهما أشهر ، ولا يلزم من كونه أشهر في أحدهما ألاّ يكون حقيقة في الآخر.
ولذاهب أن يذهب إلى أنّه حقيقة عرفية ، وهي التي كثر إستعمالها ؛ وهي في الأكثر مجاز ؛ حتّى صارت حقيقة في العرف ، كالرواية للمزَادة ، والسماء للمطر.
ولذاهب ان يذهب إلى كونه مجازاً قد إستعمله الشارع ، فجاز إطلاقه في كلّ حال ؛ وإستعماله كسائر المجازات المستعملة (٢).
__________________
(١) سورة الأحزاب : الآية ٤٠.
(٢) شرح نهج البلاغة : ج ١١ ص ٢٦.