.........................................
____________________________________
قلت : ينكرون علينا أنّهما إبنا رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال : فبأي شيء احتججتم عليهم؟
قلت : بقول الله في عيسى بن مريم : (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ـ إلى قوله : ـ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ) (١) فجعل عليسى من ذرّية إبراهيم ، واحتججنا عليهم بقوله تعالى : (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) (٢).
قال : فأي شيء قالوا؟
قال : قلت : قد يكون ولد البنت من الولد ولا يكون من الصلب.
قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : والله يا ابا الجارود لاُعطينّكها من كتاب الله آية تسمّي لصلب رسول الله صلى الله عليه وآله لا يردّها إلاّ كافر.
قال : قلت : جعلت فداك وأين؟
قال : حيث قال الله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ ـ إلى قوله : ـ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ) (٣) فسلهم يا أبا الجارود هل يحلّ لرسول الله صلى الله عليه وآله نكاح حليلتهما؟ فإن قالوا : نعم فكذبوا والله ، وإن قالوا : لا ، فهما والله إبنا رسول الله لصلبه ، وما حرّمت عليه إلاّ للصلب» (٤).
هذا مضافاً إلى دليل اللغة وتصريح أهلها بتفسير الذرّية بالأولاد الشامل للذكور والإناث كما تقدّم.
ومضافاً إلى أنّه قد اُطلق على الحسنين عليهما السلام الإبن ، والأصل في الإستعمال الحقيقة.
ولإبن أبي الحديد كلام شافٍ وإعتراف وافٍ قال فيه :
فإن قلت : أيجوز أن يقال للحسن والحسين وولدهما : أبناء رسول الله وولد
__________________
(١) سورة الأنعام : الآية ٨٤ و ٨٥.
(٢) سورة آل عمران : الآية ٦١.
(٣) سورة النساء : الآية ٢٣.
(٤) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٢٣٢ ب ٩ ح ٨.