.........................................
____________________________________
المهالك ، والسحاب الهاطل ، والغيث الهامل (١) والبدر الكامل ، والدليل الفاضل والسماء الظليلة ، والنعمة الجليلة ، والبحر الذي لا ينزف ، والشرف الذي لا يوصف والعين الغزيرة ، والروضة المطيرة ، والزهر الأريج ، والبدر البهيج (٢) والنيّر اللائح ، والطيب الفائح ، والعمل الصالح ، والمتجر الرابح ، والمنهج الواضح ، والطيّب الرفيق (٣) والأب الشفيق ، مفزع العباد في الدواهي (٤) ، والحاكم والآمر والناهي.
مهيمن (٥) الله على الخلائق ، وأمينه على الحقائق ، حجّة الله على عباده ومحجّته في أرضه وبلاده ، مطهّر من الذنوب ، مبرّأ من العيوب ، مطّلع على الغيوب ، ظاهره أمر لا يملك ، وباطنه غيب لا يدرك ، واحد دهره ، وخليفة الله في نهيه وأمره.
لا يوجد له مثيل ولا يقوم له بديل.
فمن ذا ينال معرفتنا ، أو يعرف درجتنا ، أو يشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا؟ حارت () الألباب والعقول ، وتاهت الأفهام فيما أقول.
تصاغرت العظماء وتقاصرت العلماء ، وكلّت الشعراء ، وخرست البلغاء ولكنت الخطباء ، وعجزت الفصحاء ، وتواضعت الأرض والسماء عن وصف شأن الأولياء.
وهل يُعرف أو يوصف أو يعلم أو يفهم أو يدرك أو يملك من هو شعاع جلال
__________________
(١) الوهّاج : شديد الاتّقاد. والثجّاج : سيّال شديد الانصباب. والعجاج : الصياح. والمغدق : من غدق عين الماء ، غزرت وعذبت ، ويقال : هطل المطر أي نزل متتابعاً متفرّقاً. عظيم القطر. ويقال هملت عينه أي فاضت دموعاً. والسماء : دام مطرها في سكون.
(٢) البهيج : الحسن.
(٣) لعلّه مصحّف والطبيب الرفيق.
(٤) الدواهي : المصائب والنوائب والشدائد.
(٥) المهيمن : بمعنى المؤتمن والشاهد ، والقائم على الخلق بأعمالهم وأرزاقهم.
(٦) حار : وتحيّر وتاه : تحيّر وضلّ.