.........................................
____________________________________
الكبرياء ، وشرف الأرض والسماء؟
جلّ مقام آل محمّد صلى الله عليه وآله عن وصف الواصفين ، ونعت الناعتين ، وأن يقاس بهم أحد من العالمين ، كيف وهم الكلمة العلياء ، والتسمية البيضاء ، والوحدانية الكبرى ، التي أعرض عنها من أدبر وتولّى ، وحجاب الله الأعظم الأعلى.
فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول من هذا؟ ومن ذا عرف أو وصف من وصفت؟
ظنّوا أنّ ذلك في غير آل محمّد كذبوا وزلّت أقدامهم ، اتّخذوا العجل ربّاً ، والشياطين حزباً ، كلّ ذلك بغضة لبيت الصفوة ودار العصمة ، وحسداً لمعدن الرسالة والحكمة ، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم ، فتبّاً لهم وسحقاً (١) ، كيف اختاروا إماماً جاهلاً عابداً للأصنام ، جباناً يوم الزحام؟
والإمام يحب أن يكون عالماً لا يجهل ، وشجاعاً لا ينكل ، لا يعلو عليه حسب ، ولا يدانيه نسب ، فهو في الذروة من قريش ، والشرف من هاشم ، والبقيّة من إبراهيم ، والنهج من النبع الكريم ، والنفس من الرسول ، والرضى من الله ، والقول عن الله.
فهو شرف الأشراف ، والفرع من عبد مناف ، عالم بالسياسة ، قائم الرياسة ، مفترض الطاعة إلى يوم الساعة ، أودع الله قلبه سرّه ، وأطلق به لسانه ، فهو معصوم موفّق ليس بجبان ولا جاهل ، فتركوه يا طارق واتّبعوا أهواءهم (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ)؟
والإمام يا طارق بشر ملكيّ ، وجسد سماويّ ، وأمر إلهي ، وروح قدسي ، ومقام عليّ ، ونور جليّ ، وسرّ خفي.
فهو ملك الذات ، إلهيّ الصفات ، زائد الحسنات ، عالم بالمغيبات ، خصّاً من ربّ
__________________
(١) تبّاً له أي ألزمه الله خسراناً وهلاكاً.