.........................................
____________________________________
العالمين ، ونصّاً من الصادق الأمين.
وهذا كلّه لآل محمّد ، لا يشاركهم فيه مشارك ، لأنّهم معدن التنزيل ، ومعنى التأويل ، وخاصّة الربّ الجليل ،ومهبط الأمين جبرئيل ، صفوة الله وسرّه وكلمته ، شجرة النبوّة ، ومعدن الصفوة ، عين المقالة ، ومنتهى الدلالة ، ومحكم الرسالة ، ونور الجلالة ، جنب الله ووديعته ، وموضع كلمة الله ومفتاح حكمته ، ومصابيح رحمة وينابيع نعمته ، السبيل إلى الله والسلسلبيل ، والقسطاس المستقيم ، والمنهاج القويم والذكر الحكيم ، والوجه الكريم ، والنور القديم ، أهل التشريف والتقويم والتقديم والتعظيم والتفضيل ، خلفاء النبي الكريم ، وأبناء الرؤوف الرحيم (١) واُمناء العلي العظيم ، ذرّية بعضها من بعض والله سميع عليم.
السنام الأعظم ، والطريق الأقوم ، من عرفهم وأخذ عنهم فهو منهم ، وإليه الإشارة بقوله : (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) (٢).
خلقهم الله من نور عظمته ، وولاّهم أمر مملكته ، فهم سرّ الله المخزون وأولياؤه ، المقرّبون ، وأمره بين الكاف والنون (٣) ، إلى الله يدعون ، وعنه يقولون وبأمره يعملون.
علم الأنبياء في علمهم ، وسرّ الأوصياء في سرّهم ، وعزّ الأولياء في عزّهم كالقطرة في البحر ، والذرّة في القفر.
والسماوات والأرض عند الإمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ، ويعلم برّها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ، لأنّ الله علّم نبيّه علم ما كان وما يكون ،
__________________
(١) المراد به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الذي وصف بذلك في قوله تعالى : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة : الآية ١٢٨.
(٢) سورة إبراهيم : الآية ٣٦.
(٣) زاد في المصدر لا بل هم الكاف والنون.