.........................................
____________________________________
الويل كلّ الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيّتنا وما أعطانا الله ربّنا ، لأنّ من أنكر شيئاً ممّا أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عزّ وجلّ ومشيّته فينا».
يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبّيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك.
قال عليه السلام : «لقد أعطانا الله ربّنا ما هو أجلّ وأعظم وأعلى وأكبر من هذا كلّه».
قلنا : يا أمير المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أعظم وأجلّ من هذا كلّه؟
قال : «قد أعطانا ربّنا عزّ وجلّ علمنا للإسم الأعظم ، الذي لو شئنا خرقت السماوات والأرض والجنّة والنار ، ونعرج به إلى السماء ونهبط به الأرض ، ونغرّب ونشرّق وننتهي به إلى العرش فنجلس (١) عليه بين يدي الله عزّ وجلّ ، ويطيعنا كلّ شيء حتّى السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والبحار والجنّة والنار ، أعطانا الله ذلك كلّه بالاسم الأعظم الذي علّمنا وخصّنا به ، ومع هذا كلّه نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق ، ونعمل هذه الأشياء بأمر ربّنا ونحن عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
وجعلنا معصومين مطهّرين وفضّلنا على كثير من عباده المؤمنين ، فنحن نقول : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا الله وحقّت كلمة العذاب على الكافرين ، أعني الجاحدين بكلّ ما أعطانا الله من الفضل والإحسان ، يا سلمان ويا جندب فهذا معرفتي بالنورانية فتمسّك بها راشداً فإنّه لا يبلغ أحد من شيعتنا حدّ الإستبصار حتّى يعرفني بالنورانية ، فإذا عرفني بها كان مستبصراً بالغاً كاملاً قد خاض بحراً من العلم ، وارتقى درجة من الفضل ، واطّلع على سرّ من سرّ الله ،
__________________
(١) في الهامش : هذا كناية عن شدّة قربهم وعظم منزلتهم عند الله ، أو كناية عن إحاطتهم العلمية باُمور السماوات والأرضين بإضافة الله تعالى إيّاهم ، أو قدرتهم عليها واطاعتها لهم عليهم السلام.