وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ (١) وَبِهِ تُؤْمِنُونَ (٢) وَلَهُ تُسَلِّمُونَ (٣) وَبِاَمْرِهِ تَعْمَلُونَ (٤)
____________________________________
(١) ـ أي على الله تعالى لا على غيره تدلّون بمعارفكم الحقّة ، وبراهينكم الناطقة ، وعلمكم الفيّاض ، وقدرتكم الفائقة.
فكلّها منكم تدلّ على الله المتعال وصفاته المتعالية.
والدلالة هي ما يتوصّل به إلى معرفة الشيء كدلالة الألفاظ على المعاني بحيث متى اُطلقت فُهم منها معانيها.
وأهل البيت عليهم السلام هم المظهر الأتمّ المنبىء عن الحقّ المطلق ، والمذكّر بالله تعالى ، والدالّ عليه ، والهادي إليه.
(٢) ـ أي بالله تعالى لا بغيره تؤمنون ، بالإيمان الحقيقي الكامل التامّ الخالص من جميع شوائب الشرك الجلي والخفي.
(٣) أي لله تعالى لا لغيره تسلّمون ـ بتشديد اللام ـ أي تسلّمون اُموركم وتفوّضونها إلى الله تعالى ، وتنقادون فيها له عزّ إسمه.
من التسليم بمعنى الإنقياد ظاهراً وباطناً ، وعدم الإعتراض أبداً.
وقد يقرأ بتخفيف اللام يعني تُسلمون ويكون بنفس المعنى المتقدّم.
(٤) أي بأمر الله تعالى لا بأمره غيره تعملون في جميع أقوالكم وأفعالكم وأحوالكم وشؤونكم ، فإنّهم عليهم السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله عزّ وجلّ وأمرٍ منه لا يتجاوزونه كما مرّ ذكره بأحاديثه (١).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٧٩ ح ١ ، وص ٢٨٣ تتمّة الحديث ٤.