.........................................
____________________________________
وأمّا بالنسبة إلى معنى وما بقى فلمناسبة المعنى الأوّل أيضاً مع سياق ما يأتي في الزيارة الشريفة بدون تكرار الشهادة يعني فقرة : «وإنّ أرواحكم» وفقرة : «خلقكم الله» التي تبيّن بدو خلقتهم النورية وطينتهم العُلوية ، فتناسب أزمنة الخلقة. وعلى هذا يكون المعنى ـ والله العالم ـ : إنّي أشهد أنّ ما تقدّم من وجوب متابعتكم وحرمة مخالفتكم الخ لا يختصّ بزمان دون زمان ، بل هو جارٍ ثابت لكم منذ بدو خلقتكم المباركة ، وباقٍ لكم إلى الأزمنة الآتية ، إلى ما شاء الله ، وإلى الأبد.
إذ هم الصفوة الطيّبة الذين إستخلصهم الله تعالى لنفسه ، واختار لهم أسنى نعمه ، وأوجب طاعة الخلق لهم ، وتصديق المخلوقين إيّاهم منذ عالم الذرّ ، كما جعل دينهم هو الإسلام الخالد الباقي مدى الدهر.
وذلك بعد أن علم منهم عليهم السلام الوفاء بشرطه وعهده كما في دعاء الندبة الشريفة :
«الذين إستخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا إضمحلال ، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنيّة ، فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء فقبلتهم وقرّبتهم ، وقدّمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي ...» (١).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٠٤.