.........................................
____________________________________
وطِيْباً : مفعول ثانٍ لجَعَلَ ، والطيب يطلق على معانٍ عديدة :
الأول : المستلذّ ، الثاني : ما حلّله الشارع ، الثالث : ما كان طاهراً ، الرابع : ما خلى عن الأذى في النفس والبدن ، والطيّب يقابله الخبيث (١).
وطيب الخَلق : بفتح الخاء هي طهارة المولد ، يقال : فلا طاب مولده أي ولد من حلال.
وقد يقرأ طيب الخُلق بضمّ الخاء فهو بمعنى تزكية الأخلاق ، والأخلاق الحسنة. فمعنى هذه الفقرة الشريفة أنّه جعل الله تعالى صلواتنا عليكم أهل البيت ، وموالاتكم التي خصّنا الله تعالى بها موجبة لطيب ولادتنا ، وسبباً لتزكية أخلاقنا ـ على قراءة ضمّ الخُلق ـ فإنّهم اُسوة الأخلاق الحسنة ، فالصلوات عليهم يذكّر بأخلاقهم ويُبارك لشيعتهم ، وفي جدّ هم جاء : (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٢).
والصلوات حينما كانت تصديقاً بالنبي وآله وإقراراً بفضلهم ، ووفاءً بميثاقهم كانت قبولاً لولايتهم ومحبّة لهم.
وقبول ولايتهم وحبّهم علامة لطيب الولادة ، وموجب لطهارة المولد كما إستفاضت وتواترت به الأخبار الشريفة ، ومنها :
أوّلاً / أحاديث كتاب المحاسن مثل :
١ ـ حديث المدائني قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «إذا برد على قلب أحدكم حبّنا فليحمد الله على أولي النعم.
قلت : على فطرة الإسلام؟
قال : لا ، ولكن على طيب المولد ، إنّه لا يحبّنا إلاّ من طابت ولادته ولا يبغضنا
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ١٢٥.
(٢) سورة القلم : الآية ٤.