.........................................
____________________________________
مطرّد (١)».
٤ ـ حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنّا بمنى مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرّع.
فقلنا : يا رسول الله ما أحسن صلاته؟
فقال عليه السلام : هو الذي أخرج أباكم من الجنّة.
فمضى إليه علي عليه السلام غير مكترث فهزّه هزّة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ، ثمّ قال : لأقتلنّك إن شاء الله.
فقال : لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربّي ، ما لك تريد قتلي؟ فو الله ما أبغضك أحد إلاّ سَبَقت نطفتي إلى رحم اُمّه قبل نطفة أبيه ، ولقد شاركت مبغضيك في الأموال والأولاد ، وهو قول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه : (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) (٢).
قال النبي صلى الله عليه وآله : صدق يا علي لا يبغضك من قريش إلاّ سفاحي ، ولا من الأنصار إلاّ يهودي ، ولا من العرب إلاّ دعي ، ولا من سائر الناس إلاّ شقى ، ولا من النساء إلاّ سلقلقية وهي التي تحيض من دبرها.
ثمّ أطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه فقال : معاشر الأنصار أعرضوا أولادكم على محبّة علي.
قال جابر بن عبد الله : فكنّا نعرض حبّ علي عليه السلام على أولادنا فمن أحبّ علياً علمنا أنّه من أولادنا ، ومن أبغض عليّاً انتفينا منه» (٣).
__________________
(١) يقال : دنّس ثوبه أي فعل به ما يشينه ، وطردته أي نفيته عنّي.
(٢) سورة إسراء : الآية ٦٤.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ١٤٥ ب ٥ الأحاديث الثلاثون ومنها الحديث ١ و ٢ و ١٤ و ٢٠.