.........................................
____________________________________
فقال لهم فرعون : ابن عمّي وخليفتي على ملكي ووليّ عهدي ، إن كان قد فعل ما قلتم فقد استحقّ العذاب على كفره نعمتي ، وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشدّ العقاب لإيثاركم الدخول في مساءته.
فجاء بحزقيل وجاء بهم ، فكاشفوه ، فقالوا : أنت تجحد ربوبيّة فرعون الملك وتكفر نعماءه.
فقال حزقيل : أيّها الملك ، هل جرّبت عليّ كذباً قطّ؟
قال : لا.
قال : فاسألهم من ربّهم؟
قالوا : فرعون.
قال : ومن خالقكم؟
قالوا : فرعون.
قال : ومن رازقكم الكافل لمعاشكم ، والدافع عنكم مكارهكم؟
قالوا : فرعون هذا.
قال حزقيل : أيّها الملك ، فاُشهدك وكلّ من حضرك : أنّ ربّهم هو ربّي وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معائشهم هو مصلح معائشي ، لا ربّ لي ولا خالق [ولا رازق] غير ربّهم وخالقهم ورازقهم. واُشهدك ومن حضرك : أنّ كلّ ربّ وخالق [ورازق سوى] ربّهم وخالقهم ورازقهم فأنا بريء منه ومن ربوبيته وكافر بإلهيّته.
يقول حزقيل هذا وهو يعني : أنّ ربّهم هو الله ربّي ، ولم يقل : إنّ الذي قالوا : هم أنّه ربّهم هو ربّي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ، وتوهّموا أنّه يقول فرعون ربّي وخالقي ورازقي.