.........................................
____________________________________
فقال لهم [فرعون] : يا رجال السوء ، ويا طلاّب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمّي وهو عضدي ، أنتم المستحقّون لعذابي لإرادتكم فساد أمري ، وإهلاك ابن عمّي ، والفتّ في عضدي.
ثمّ أمر بالأوتاد ، فجعل في ساق كلّ واحد منهم وتداً ، [وفي عضده وتداً ،] وفي صدره وتداً ، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من أبدانهم ، فذلك ما قال الله تعالى : (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا) لمّا وشوا به إلى فرعون ليهلكوه (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) (١) وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لمّا أوتد فيهم الأوتاد ، ومشّط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط» (٢).
الثاني : كفاية سيّدنا إبراهيم عليه السلام من شرّ نمرود وصيرورة النار له روضة خضراء كما في حديث تفسير الإمام العسكري عليه السلام جاء فيه :
«... فحُبس إبراهيم وجمع له الحطب ، حتّى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود غبراهيم في النار برز نمرود وجنوده ، وقد كان بُنى لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم كيف تأخذه النار ، فجاء إبليس واتّخذ لهم المنجنيق لأنّه لم يقدر أحد أن يتقارب من النار ، وكان الطائر إذا مرّ في الهواء يحترق.
فوضع إبراهيم عليه السلام في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمةً وقال له : ارجع عمّا أنت عليه.
وأنزل الربّ [ملائكته] إلى السماء الدنيا ، ولم يبق شيء إلاّ طلب إلى ربّه ، وقالت الأرض : يا ربّ ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيُحرق ، وقالت الملائكة : يا ربّ خليلك إبراهيم يُحرق.
__________________
(١) سورة غافر : الآية ٤٥.
(٢) كنز الدقائق : ج ١١ ص ٣٨٩ ، الاحتجاج : ج ١ ص ٣٧٠ ـ ٣٧١.