.........................................
____________________________________
فقال الله عزّ وجلّ : أما إنّه إن دعاني كفيته ، وقال جبرئيل : يا ربّ خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلّطت عليه عدوّه يحرقه بالنار.
فقال : اسكت إنّما يقول : هذا عبد مثلك يخاف الفوت ، هو عبدي آخذه إذا شئت فإن دعاني أجبته.
فدعا إبراهيم عليه السلام ربّه بسورة الإخلاص : «يا لله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد نجّني من النار برحمتك».
قال : فاتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق فقال : يا إبراهيم هل لك إليّ من حاجة؟
فقال إبراهيم : أمّا إليك فلا ، وأمّا إلى ربّ العالمين فنعم.
فدفع إليه خاتماً عليه مكتوب : «لا إله إلاّ محمّد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله وأسندت أمري إلى الله وفوّضت أمري إلى الله».
فأوحى الله إلى النار : «كوني برداً» فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتّى قال : «وسلاماً على إبراهيم».
وانحطّ جبرئيل وجلس معه يحدّثه في النار ، ونظر إليه نمرود فقال : من اتّخذ إلهاً فليتّخذ مثل غله إبراهيم ، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود : إنّي عزمت على النار أن لا تحرقه ، فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه ، ونظر نمرود غلى إبراهيم في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدّثه ، فقال لآزر : يا آزر ما أكرم إبنك على ربّه» (١).
الثالث : كفاية رسول الله صلى الله عليه وآله منذ طفولته إلى يوم شهادته في السلم والحرب ،
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٣٢ ب ١ ح ٨.