.........................................
____________________________________
خصوصاً في واقعة اغتياله ومحاولة قتله في عقبة هرشى عند رجوعه إلى المدينة بعد يوم الغدير الشريف ، وتلاحظها في حديث حذيفة جاء فيه :
فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا عمّار بن ياسر وأمره أن يسوقها ـ أي ناقته ـ وأنا أقودها ، حتّى إذا صرنا رأس العقبة ، ثار القوم من ورائنا ، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة ، فذعرت وكادت تنفر برسول الله صلى الله عليه وآله ، فصاح بها النبي صلى الله عليه وآله : أن اسكني ، وليس عليك بأس ، فأنطقها الله تعالى بقول عربي مبين فصيح.
فقالت : والله ، يا رسول الله صلى الله عليه وآله لا أزلت يداً مستقر يد ، ولا رجلاً عن موضع رجل ، وأنت على ظهري.
فتقدّم القوم إلى الناقة ليدفعوها فاقبلت أنا وعمّار نضرب وجوههم بأسيافنا وكانت ليلة مظلمة ، فزالوا عنّا وأيسوا ممّا ظنّوا ، وقدّروا ودبّروا.
فقلت : يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين يريدون ما ترى؟
فقال صلى الله عليه وآله : يا حذيفة هؤلاء القوم الذين يريدون ما ترى؟
فقال صلى الله عليه وآله : يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة.
فقلت : ألا تبعث إليهم يا رسول الله رهطاً فيأتوا برؤوسهم؟
فقال : إنّ الله أمرني أن أعرض عنهم ، فأكره أن تقول الناس : إنّه دعا اُناساً من قومه وأصحابه إلى دينه فاستجابوا ، فقاتل بهم حتّى إذا ظهر على عدوّه ، أقبل عليهم فقتلهم ، ولكن دعهم يا حذيفة ، فإنّ الله لهم بالمرصاد ، وسيمهلهم قليلاً ثمّ يضطرّهم إلى عذاب غليظ.
فقلت : ومن هؤلاء القوم المنافقون يا رسول الله صلى الله عليه وآله أمن المهاجرين أم من الأنصار؟ فسمّاهم لي رجلاً رجلاً فرغ منهم ، وقد كان فيهم اُناس أنا كاره أن يكونوا فيهم ، فأمسكت عند ذلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حذيفة كأنّك شاكّ في بعض من سمّيت لك ، ارفع رأسك