فقال له رجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيّين؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : اسمعوا ما يقول! إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، إنّي حدّثته : أنّ الله جمع لمحمّد صلى الله عليه وآله علم النبييّن وأنّه جمع ذلك كلّه عند أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيّين! (١).
٦ ـ حديث المفضّل بن عمر قال : قال ابو عبد الله عليه السلام : «إنّ سليمان ورث داود وإنّ محمدّاً صلى الله عليه وآله ورث سليمان ، وإنّا ورثنا محمّداً ، وإنّ عندنا علم التوارة والإنجيل والزبور ، وتبيان ما في الألواح».
قال : قلت : إنّ هذا لهو العلم؟
قال : «ليس هذا هو العلم ، إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة» (٢).
٧ ـ حديث جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «ما ادّعى أحدٌ من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما اُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمّة من بعده عليهم السلام» (٣).
٨ ـ ما رواه هشام بن الحكم في حديث بُريه (٤) أنّه لمّا جاء معه إلى ابي عبد الله عليه السلام فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فحكى له هشام الحكاية ، فلمّا فرغ قال أبو الحسن عليه السلام لبريه : يابريه كيف علمك بكتابك؟
قال : أنا به عالم ، ثمّ قال : كيف ثقتك بتأويله؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه.
قال : فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل.
فقال بريه : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك (٥).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٢٢ ح ٦.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٢٤ ح ٣.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٢٨ ح ١.
(٤) في بعض النسخ : بريهة.
(٥) وفي حديث البحار إضافة : وما قرأ مثل هذه القراءة إلاّ المسيح.