الْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ في العيون : «والجاحدين لحقّكم».
وجحود الشيء : هو إنكاره مع العلم بثبوته كما في قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ) (١).
واُولئك الظالمون جحدوا حقوق آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين مع علمهم بأنّها حقوق إلهية ثابتة لهم كالإمامة ، والخلافة ، وما كان لهم من الفيء والخمس ، وفدك والعوالي.
قال السيّد ابن طاووس في وصاياه لولده : (وقد وهب جدّك محمّد صلى الله عليه وآله اُمّك فاطمة صلوات الله عليها فدكاً والعوالي من جملة مواهبه ، وكان دخلها في رواية الشيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري أربعة وعشرون ألف دينار في كلّ سنة وفي رواية غيره سبعين ألف دينار) (٢).
وقد اتّفقت الآراء بعد صريح نصّ الكتاب الكريم والأحاديث الشريفة من أنّ فدك كانت لفاطمة الزهراء عليها السلام نحلة من رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كانت له فدك خالصة ، من الأراضي التي لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فيما صالح أهل خيبر ـ كما تلاحظ تفصيله في محلّه ـ (٣).
وتلاحظ الاعتراف بذلك من ابن أبي الحديد المعتزلي الذي صرّح (بأنّ هذا كلام صحيح) في شرحه (٤).
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ١٩٨ ، والآية من سورة النمل : الآية ١٤.
(٢) كشف المحجّة : ص ١٨٢.
(٣) بهجة قلب المصطفى : ص ٣٩١.
(٤) شرح نهج البلاغة : ج ١٦ ص ٢٣٦ ـ ٢٨٤.