وَوَفَّقَنى لِطاعَتِكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ أي وفّقني الله تعالى إطاعتكم في أوامركم ونواهيكم ، وفي أقوالكم وأفعالكم.
والتوفيق من الله : توجيه الأسباب نحو المطلوب الخير ، مقابل الخذلان (١).
ويتّضح معنى التوفيق جليّاً ، كما يتّضح مقابلته للخذلان من الأحاديث الشريفة مثل :
١ ـ حديث الهاشمي ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : فقلت : قوله عزّ وجلّ : وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) (٢) وقوله عزّ وجلّ : (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ) (٣).
فقال : «إذا فعل العبد ما أمره الله عزّ وجلّ به من الطاعة كان فعله وفقاً لأمر الله عزّ وجلّ ، وسمّي العبد به موفّقاً.
وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره.
ومتى خلّي بينه وبين تلك المعصية فلم يحل بينه وبينها حتّى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفّقه» (٤).
٢ ـ حديث سليمان بن خالد ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «إنّ الله تبارك تعالى إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور ، وفتح مسامع قلبه ، ووكّل به ملكاً يسدّده.
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٤٤٧.
(٢) سورة هود : الآية ٨٨.
(٣) سورة آل عمران : الآية ١٦٠.
(٤) التوحيد : ص ٢٤٢ ب ٣٥ ح ١.