وَاَنْتُمْ نُورُ الاْخْيارِ (١) وَهُداةُ الاْبْرارِ (٢)
____________________________________
(١) ـ هذه الفقرات الشريفة تعليل لقوله : «مواليّ لا اُحصي ثنائكم» الخ ، وبيان لوجه العجز عن إحصاء ثنائهم وبلوغ المدح إلى كنههم وتوصيف قدرهم.
يعني كيف أحصي ثنائكم وأبلغ في المدح كنهكم وأتمكّن من وصف قدركم؟ والحال أنّكم في هذه الدرجات السامية :
فأنتم نور الأخيار أي : منوّروهم ومعلّموهم وهادوهم ، أنتم شمس الهداية للأخيار.
والأخيار : هم الأنبياء المرسلون والملائكة المقرّبون.
وأنا عاجز عن إحصاء ما لأولئك الأخيار من الكمالات والمحمدات ، فكيف باحصاء كمالاتكم ومحامدكم التي توجب الثناء عليكم وأنتم منوّروا اُولئك الأخيار.
ففي حديث الإمام الرضا عليه السلام المتقدّم : «الإمام كالشمس المضيئة ...» (١).
وفي نسخة الكفعمي : «لأنّكم نور الأنوار ، وخيرة الأخيار».
(٢) ـ الأبرار : جمع بَرّ بالفتح بمعنى البارّ ، وهو فاعل الخير.
أي أنتم هداة الأبرار ، وهم شيعتهم الطيّبون وأولياؤهم المحسنون.
فهم عليهم السلام الهادون في تفسير قوله تعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (٢).
لاحظ بيان ذلك ودليله في فقرة : «والقادة الهداة».
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠ ح ١.
(٢) سورة الأنبياء : الآية ٧٣.