وَنَجَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ (١) وَخَضَعَ كُلُّ جَبّارٍ لِفَضْلِكُمْ (٢)
____________________________________
(١) ـ في نسخة التهذيب : «بخع» بالباء ثمّ الخاء.
البخوع : هو الإقرار والخضوع ، يقال : بخع بالحقّ أي أقرّ به وخضع له.
لكن في العيون والفقيه وفي نسخة الكفعمي : «نخع» بالنون وهو بمعنى الخضوع أيضاً.
والمعنى خضع كلّ متكبّر في طاعتكم ، أو في إطاعتكم لله تعالى ، حتّى أقرّ لهم بالطاعة ألدّ أعدائهم.
وقد تقدّم بيانه.
(٢) ـ الخضوع : هو التواضع والإنقياد.
والجبّار : هو المتسلّط وقيل : هو العظيم الشأن في المُلك والسلطان.
أي تواضع وانقاد كلّ متسلّط لفضلكم ودرجتكم الرفيعة.
وهذه اُمور وجدانية يجدها الإنسان ، ويراها بالعيان في سير الأزمان ويكفيك في ذلك اعترافات جائري عصورهم.
في مثل اعترافات الثلاثة : (لو لا علي لهلك فلان) كما ورد جميع تلك الاعترافات بمصادرها من العامّة في محلّه (١).
وفي مثل تصديق معاوية لذلك في آخر حديث عدي بن حاتم وحديث الطرماح ، أمّا حديث عدي فهو : أنّ عدي بن حاتم دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال له معاوية : يا عدي أين الطَرَفات؟ يعني بنيه طريفاً وطارفاً وطرفة.
قال : قتلوا يوم صفّين بين يدي علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقال : ما أنصفك ابن أبي طالب إذ قدّم بنيك وأخّر بنيه.
__________________
(١) الإمام أمير المؤمنين عليه السلام از ديدگاه خلفا : ص ١٢٠ و ١٢٩ و ١٨٧.