.........................................
____________________________________
وخدّامه ، وتهدّلت عليه الثمار ، وتفجّرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبُسطت له الزرابي ، وصُفّفت له النمارق وأتته الخدّام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك.
قال : وتخرج عليهم الحور العين من الجنان ، فيمكثون بذلك ما شاء الله ، ثمّ أنّ الجبّار يشرف عليهم ، فيقول لهم : أوليائي وأهل طاعتي وسكّان جنّتي في جواري ، ألا هل اُنبّئكم بخير ممّا أنتم فيه؟
فيقولون : ربّنا ، وأيّ شيء خير ممّا نحن فيه؟ نحن فيما اشتهت أنفسنا ولذّت أعيننا من النعم في جوار الكريم.
قال : فيعود عليهم بالقول.
فيقولون : ربّنا نعم ، فأتنا بخير ممّا نحن فيه.
فيقول لهم تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبّتي لكم خير وأعظم ممّا أنتم فيه.
قال : فيقولون : نعم ، يا ربّنا رضاك ومحبّتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا.
ثمّ قرأ علي بن الحسين عليهما السلام هذه الآية : وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ـ إلى قوله ـ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)» (١).
__________________
(١) كنز الدقائق : ج ٥ ص ٤٩٨.