.........................................
____________________________________
احتمل هذا المعنى الفاضل التفرشي (١).
الثالث : أن يكون العنى أنّ ذكركم في الذاكرين أي ذاكري الله تعالى لأنّكم سادات الذاكرين ، وكذلك إذا ذُكرت الأسماء الشريفة ، والأجساد الطاهرة ، والأرواح الطيّبة ، والأنفس السليمة ، والآثار الحسنة ، والقبور المقدّسة ، فأسماؤكم وأجسادكم وأرواحكم وأنفسكم وآثاركم وقبوركم داخلة فيها لأنّكم سادة السادات وقادة الهداة وأقدس الموجودات.
احتمل هذا المعنى السيّد شبّر أيضاً (٢).
وجميع هذه المعاني تعطي تفوّق أهل البيت عليهم السلام على الآخرين ، ورفعتهم في جميع الجهات على الخلق أجمعين.
فذكرهم الشريف ذكر الله الأكبر ، وهو يمتاز حتّى على ذكر الطيّبين.
كما تلاحظه في تفسير قوله تعالى : (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) (٣) ففي حديث سعد الخفّاف عن الإمام الباقر عليه السلام : «نحن ذكر الله ونحن أكبر» (٤).
وأسماؤهم المباركة هي أسماء الله الحسنى ، فتكون لها المرتبة العليا على جميع الأسماء كما تلاحظه في تفسير قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا) (٥) ـ (٦).
وأجسادهم الشريفة مخلوقة من أعلى علّيين ، كما أنّ أرواحهم السامية مخلوقة من نور عظمة الله العظيم ، فلا يدانيهم أجساد وأرواح العالمين.
وقد عرفت أحاديثه فيما تقدّم من فقرة : «وأنّ أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة».
__________________
(١) هامش الفقيه : ج ٢ ص ٦١٦.
(٢) الأنوار اللامعة : ص ١٨٨.
(٣) سورة العنكبوت : الآية ٤٥.
(٤) الكافي : ج ٢ ص ٥٩٨ ح ١.
(٥) سورة الأعراف : الآية ١٨٠.
(٦) كنز الدقائق : ج ٥ ص ٢٥١.