.........................................
____________________________________
لهم طبيعة وسجيّة.
فإنّهم خلفاء الله تعالى الذي هو أكرم الأكرمين ، وهم وسائل الفيض الإلهي من ربّ العالمين ، كما تقدّم في الزيارة الشريفة في فقرة «واُصول الكرم».
ويكفيك دليلاً وجدانياً على هذه الصفات الحسنة فيهم ، ملاحظة حياتهم المليئة بالخيرات ، والموسومة بالبركات.
ولقد جادوا بكلّ غالٍ ونفيس في سبيل ربّهم ، وأنفقوا وأحسنوا إلى غيرهم بالرغم من خصاصتهم ، فأنزل الله تعالى فيهم : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (١) ـ (٢).
ولقد آثروا غيرهم على أنفسهم في مواضع عديدة يكفيك منها إيثار المسكين واليتيم والأسير ثلاثة أيّام مع تحمّل الجوع حتّى أنزل الله فيهم : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (٣) ـ (٤).
وتظافر الحديث في كرمهم وكراماتهم فيما تلاحظه في سيرتهم (٥).
ولقد كان معروفهم وفضلهم مبذولاً حتّى في ساعة عسرتهم كما في إنفاق الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء.
وقد شهد بسخائهم وكرمهم حتّى أعداؤهم كما تلاحظه في النقل (٦).
وأهل البيت عليهم السلام هم المختصّون برحمة الله الواسعة الفيّاضة التي تلاحظ المثل الأعلى منها في حديث الإمام الرضا عليه السلام المتقدّم (٧).
__________________
(١) سورة الحشر : الآية ٩.
(٢) كنز الدقائق : ج ١٣ ص ١٧٥ ، إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ١٤٤.
(٣) سورة الدهر : الآية ٨.
(٤) كنز الدقائق : ج ١٤ ص ٥٢.
(٥) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٢٤ ب ١٠٢ الأحاديث.
(٦) شرح نهج البلاغة : ج ١ ص ٢١.
(٧) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٢٦ ب ٢٩ ح ٤٤.