وَرَأيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ (١) اِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَاَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأواهُ وَمُنْتَهاهُ (٢)
____________________________________
(١) ـ الحلم : هو العقل ، وفسّر به قوله تعالى : (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم) (١) أي عقولهم.
والحزم : ضبط الرجل أمره ، والحذر من فواته ، من قولهم : حزمت الشيء حزماً أي شددته ... وقوله : أخذت بالحزم أي المتقن المتيقّن (٢).
فالمعنى : أنّ رأيكم أهل البيت هو علم إلهي وليس برأي ظنّي أو تخميني ، وهو صادر عن عقل سليم لا عن سفه ، وهو مضبوط متقن متيقّن لا شكّ فيه.
فإنّه رأي معصوم عصمه الله من الزلّة ، وأيّده بالروحية القدسيّة ، فلا مجال فيه لسفاهة النظر أو خطل الرأي ، كما تقدّم في فقرة : «عصمكم الله من الزلل».
وفي نسخة الكفعمي : «ورأيكم علم وحلم وكرم ، وأمركم عزم وحزم».
(٢) ـ عرفت فيما تقدّم أنّ الخير هو ما لا سوء فيه ، والعمل الصالح ، ومكارم الأخلاق ، وما يرغب فيه الجميع ، والشيء النافع.
وأهل البيت عليهم السلام مثال الخير الكامل ، وأكمل الخير ، والخير الكثير كما يدلّ عليه الكتاب والسنّة.
فمن الكتاب سورة الكوثر المباركة. ومن السنّة أحاديث تفسيرها (٣).
وهم عليهم السلام أوّل الخير ... فابتداؤه بهم ومنهم وببركتهم ، كما ينبىء عنه حديث لولاك (٤).
وأصل الخير منهم عليهم السلام ... فهم المقصودون بالخير أصالة ، ثمّ وصل منهم إلى
__________________
(١) سورة الطور : الآية ٣٢.
(٢) مجمع البحرين : ص ٥١٠.
(٣) كنز الدقائق : ج ١٤ ص ٤٥٩ ، مجمع البيان : ج ١٠ ص ٥٤٩.
(٤) بحار الأنوار : ج ١٥ ص ٢٨ ب ١ ح ٤٨ ، وفي العوالم : ج ١١ قسم ٢ ص ٤٣.