.........................................
____________________________________
والإيمان لله هو الخضوع والقبول عنه والاتّباع لما يأمر والإنتهاء لما ينهى) (١).
وأمّا في الشرع : فقد قال العلاّمة المجلسي قدس سره : إنّ الإيمان هو التصديق بالله وحده وصفاته وعدله وحكمته ، وبالنبوّة ، وكل ما علم بالضرورة مجيء النبي به ، مع الإقرار بذلك (وعلى هذا أكثر المسلمين بل ادّعي بعضهم إجماعهم على ذلك) والتصديق بإمامة الأئمّة الإثنى عشر وبإمام الزمان عليه السلام (وهذا عند الإمامية) (٢).
والأحاديث المباركة توضّح حقيقة الإيمان بأتمّ بيان فلاحظ ما يلي :
١ ـ حديث محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام قال : «الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل» (٣).
٢ ـ جميل بن درّاج قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)؟ (٤).
فقال لي : «ألا ترى أنّ الإيمان غير الإسلام» (٥).
٣ ـ سفيان بن السمط قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن الإسلام والإيمان. ما الفرق بينهما؟ فلم يجبه ، ثمّ سأله فلم يجبه ، ثمّ التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام : كأنّه قد أزف منك رحيل؟
فقال : نعم.
فقال : فألقني في البيت ، فلقيه فسأله عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما؟
فقال : الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة ص ٥٦.
(٢) بحار الأنوار : ج ٦٩ ص ١٤٩.
(٣) الكافي : ج ٢ ص ٢٤ ح ٢.
(٤) سورة الحجرات : الآية ١٤.
(٥) الكافي : ج ٢ ص ٢٤ ح ٣.