« وأمّا كتب أهل السنة في الفقه والحديث فإنّي أروي الكثير منها عن مشايخنا رضوان الله عليهم وعن مشايخ أهل السنّة ، خصوصا الصحاح الستّة ، وخصوصا الجامع الصحيح للبخاري ، وصحيح أبي الحسين بن الحجاج القشيري النيسابوري ، فأمّا روايتي لذلك عن أصحابنا فإنّما هي بالإجازة ، وأمّا عن مشايخ أهل السنّة فبالقراءة لبعض المكملة بالمناولة ، وبالسماع لبعض وبالإجازة لبعض فقرأت بعض صحيح البخاري على عدّة : منهم الشيخ الأجلّ العلاّمة أبو يحيى زكريا الأنصاري ، وناولني مجموعة مناولة مقرونة بالإجازة ، وأخبرني أنّه يروي عن جمع من العلماء ، منهم : قدوة الحفّاظ ومحقّق الوقت أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر ، قال أخبرنا به العفيف أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوريّ سماعا لمعظمه وإجازة دائرة ، قال أخبرنا به الوفي أبو إبراهيم بن محمد الطبريّ ، أخبرنا به أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي حرقي سماعا إلا شيئا يسيرا ، قال أخبرنا به أبو الحسن علي بن حميد بن عمّار الطرابلسيّ ، أخبرنا به أبو مكتوم. عيسى ابن الحافظ أبو ذر عبد بن أحمد الهروي ، قال أخبرنا به أبي مآل ، أخبرنا به أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن حسن بن علي بن بيان الصالحي الحجار ، عرف بابن الشحنة سماعا لجميعه ، قال أيضاً : وأنبأ به أم محمد ستّ الوزراء وزيرة ابنة عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية سماعا لجميعه إلاّ يسيرا مجبورا بالإجازة ، قالت أخبرنا به أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد ابن يحيى الزبيدي سماعا ، قال أخبرنا به أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي سماعا عليه لجميعه ، قال أخبرنا به أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد بن المظفر بن داود الداودي ، قال : أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن حمويه ، أخبرنا به أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري ، قال أخبرنا به مؤلّفه الحافظ الناقد أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
وأمّا صحيح مسلم فإنّي قرأت بعضه على الشيخ العلاّمة الرحلة عبد الرحمن ابن الإبانة الأنصاري بمصر في ثاني عشر من شعبان من سنة خمسة وتسعمائة ، وناولني باقيه مأولة مقرونة بالإجازة ، وله إسناد عال مشهور بالصحيح المذكور ، وسمعته إلاّ مواضع بدمشق بالجامع الأموي على العلاّمة الشيخ علاء الدين