والدعاء بينها ،
______________________________________________________
وزمان طويل؟.
لا أستبعد ذلك لعدم صدق الامتثال ، ومال في الذّكرى إلى عدم البطلان بزيادة التكبير سهوا ، ثمّ احتمل البطلان معلّلا بزيادة الرّكن ، وقال بعد ذلك : لو زاد في التّكبير متعمّدا لم تبطل ، لأنه خرج بالخامسة من الصّلاة ، فكانت زيادة خارجة من الصّلاة ، ولو قلنا باستحباب التّسليم فكذلك ، لأنّه لا يعدّ جزءا منها (١).
ويشكل كلامه بما لو كبّر عند بعض الأدعية تكبيرتين ، فانّ كون الزّيادة خارجة من الصّلاة هنا غير واضح ، أمّا الأذكار فلا قطعا ، فتكون الأركان في هذه الصّلاة سبعة إن لم نقل بأن النيّة شرط.
وهل يجب ترك منافيات ذات الرّكوع ـ عدا الحدث والخبث ـ من الاستدبار ، والفعل الكثير وغيرهما فتبطل بما تبطل به؟ الظاهر نعم ، وينبه على ذلك اشتراط الاستقبال ، وقوله عليهالسلام : « صلّوا كما رأيتموني أصلي » (٢) ، وعدم تيقن الخروج عن العهدة بدونه.
قوله : ( والدّعاء بينها ).
لم يوجبه المحقق في الشّرائع (٣) ، والأصحّ وجوبه لأنه المقصود من صلاة الجنازة ، وللتأسي ، ولقول الصّادق عليهالسلام : « إنما هو تكبير ، وتسبيح ، وتمجيد ، وتهليل » (٤) وغيره من الاخبار (٥) ، وحكى في الذّكرى ان الأصحاب بأجمعهم ذكروا ذلك في كيفية الصّلاة ، ولم يصرّح أحد منهم بندب الأذكار (٦).
والأصحّ أنّه لا يتعين لفظ مخصوص ، بل المعاني الّتي اشتركت فيها الرّوايات باعتبار كل تكبيرة بأيّ عبارة كانت ، فانّ اختلاف الأخبار في الأذكار دليل على
__________________
(١) الذكرى : ٦٤.
(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٢.
(٣) الشرائع ١ : ١٠٦.
(٤) الكافي ٣ : ١٧٨ حديث ١ ، الفقيه ١ : ١٠٧ حديث ٤٩٥ ، التهذيب ٣ : ٢٠٣ حديث ٤٧٥ وفي الجميع : ( تحميد ).
(٥) علل الشرائع : ٢٦٩ ، عيون أخبار الرضا ٢ : ١١٥.
(٦) الذكرى : ٥٩.