قال أبو عبد الله عليهالسلام : « يا شهاب إنّي أُحبّ إذا صلّيت المغرب أن أرى كوكباً في السماء ».
فوجه الاستحباب في هذا الخبر أن يتأنّى الإنسان في صلاته ويصلّيها على تُؤدَة (١) ، فإنّه إذا فعل ذلك يكون فراغه منها (٢) عند ظهور الكواكب (٣) ، ويحتمل أيضاً أن يكون مخصوصاً بمن يكون في موضع لا ويُمكنه اعتبار سقوط الحمرة من المشرق ، بأن يكون بين الحيطان العالية أو الجبال الشاهقة ، فإنّ من هذه صفته ينبغي أن يستظهر في ذلك بمراعاة الكواكب ، يدلّ على ذلك :
ما رواه سهل بن زياد ، عن عليّ بن الريّان قال : كتبت إليه عليهالسلام : الرجل يكون في الدار تمنعه (٤) حيطانها النظر إلى حمرة المغرب ، ومعرفة مغيب الشفق ، ووقت صلاة العشاء الآخرة ، متى يصلّيها وكيف يصنع؟ فوقّع عليهالسلام : « يصلّيها إذا كان على هذه الصفة عند قصر النجوم ، والمغرب عند اشتباكها وبياض مغيب الشمس ».
وقد قدّمنا أنّ آخر وقت المغرب غيبوبة الشفق الذي هو الحمرة من ناحية المغرب ، وما تضمّن بعض الأخبار أنّه ممتدّ إلى ربع الليل محمول على أصحاب الأعذار ، وأوردنا في ذلك الأخبار.
__________________
(١) التؤدَة بفتح الهمزة وسكونها الرزانة والتأنّي ، القاموس المحيط ١ : ٣٥٥ ( وَأَد ).
(٢) ليست في « فض ».
(٣) في « فض » و « رض » : الكوكب.
(٤) في الاستبصار ١ : ٢٦٩ / ٩٧٢ ، و « فض » : يمنعه.