المغرب من بين سائر الصلوات ويقول : إنّ لكلّ صلاةٍ وقتين إلاّ المغرب ؛ لأنّ هاهنا أخباراً مفصّلة أوردناها في كتابنا الكبير تتضمّن ذكر صلاة المغرب وأنّ لها وقتين أوّلاً وآخراً ، وربما ذكرنا منها شيئاً فيما بعد إن عرض ما يقتضي ذلك ، وإذا كان الأمر على ذلك لم يمكن هذا الوجه. ولم يسغ غير ما قلناه.
السند :
في الأوّل : ليس فيه ارتياب ، نعم اتفق في الخلاصة أنّ العلاّمة قال في ترجمة أُديم بن الحُرّ : إنّه صاحبُ أبي عبد الله عليهالسلام يروي نيفاً وأربعين حديثاً عنه عليهالسلام كوفيٌ ثقة (١). والنجاشي قال : إنّه كوفي ثقة له أصل (٢). ولم ينقل ما ذكره العلاّمة مع أنّه كثير التتبع له (٣). وفي الكشي قال نصر بن الصباح : أبو الحرّ اسمه أُديم وهو حذّاء صاحب أبي عبد الله عليهالسلام يروي نيفاً وأربعين حديثاً عن أبي عبد الله عليهالسلام (٤) انتهى. ونصر بن الصباح ضعيف ، فالاعتماد على ما نقل لا وجه له ، ولعلّ العلاّمة نقل ذلك من غير الكشي.
والثاني : فيه حريز ، ولم نر من مشايخنا التوقف فيه وقد قدّمت فيه قولاً مجملاً (٥) غير أنّا نذكر هنا ما لا بدّ منه مفصّلاً ليكون زيادة فائدة :
والحاصل أنّ النجاشي ذكره من غير توثيق وقال : قيل : روى عن
__________________
(١) خلاصة العلاّمة : ٢٤ / ١٠.
(٢) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٧.
(٣) كذا في النسخ ، ولعل المراد أنّ العلاّمة مع كثرة اتّباعه للنجاشي ذكر ما لم يذكره النجاشي.
(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٣٦ / ٦٤٥.
(٥) راجع ص ٣٨.