فيها دلالة على أنّ بياض اليوم يعتبر ذهاباً فقط ، فليتأمّل.
وأمّا الثاني : فظاهر في أنّ المسافة أربعة وعشرون ميلاً ، فيكون الفرسخ ثلاثة أميال. وكذلك الثالث.
وقد ذكر شيخنا قدسسره اتفاق العلماء على أنّ الفرسخ ثلاثة أميال ، وأمّا الميل فلم نقف في الأخبار على تقديره ، سوى ما رواه الصدوق مرسلاً عن الصادق عليهالسلام أنّه ألف وخمسمائة ذراع (١) ، وهو متروك بين المعروفين من الأصحاب ، بل ادّعى عليه الإجماع ، وذكر من رأينا كلامه من الأصحاب أنّ الميل أربعة آلاف ذراع ، والذراع أربعة وعشرون إصبعا (٢).
وفي المنتهى أنّه المشهور (٣) ، وروى أنّه ثلاثة آلاف وخمسمائة ، والرواية في الكافي (٤) على ما ذكره بعض المتأخّرين (٥) ، وسيأتي كلام أهل اللغة (٦).
وقدّر بعض الأصحاب الإصبع بسبع شعيرات عرضا (٧) وقيل : ستّ (٨). والشعير من أوسطه ، وقدّرت بسبع شعرات من شعر البِرذَوْن (٩). وقال جدّي قدسسره : إنّ الشعيرات يعتبر متلاصقات بالسطح الأكبر (١٠).
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٨٦ / ١٣٠٣ ، الوسائل ٨ : ٤٦١ أبواب صلاة المسافر ب ٢ ح ١٦.
(٢) مدارك الاحكام ٤ : ٤٢٩ ، بتفاوت.
(٣) المنتهى ١ : ٣٩٠.
(٤) الكافي ٣ : ٤٣٢ / ٣.
(٥) مجمع الفائدة ٣ : ٣٦٦.
(٦) في ص ١٠٨٠.
(٧) كالأردبيلي في مجمع الفائدة ٣ : ٣٦٦.
(٨) نقله في الذكرى ص ٢٥٩ ومجمع الفائدة ٣ : ٢٦٦ وروض الجنان ٣٨٣.
(٩) قال به الأردبيلي في مجمع الفائدة ٣ : ٣٦٦.
(١٠) روض الجنان : ٣٨٣.