عليك صعود الجبل ».
فلا تنافي بين هذين الخبرين وبين ما اعتبرناه في غيبوبة الشمس من زوال الحمرة من ناحية المشرق ؛ لأنّه لا يمتنع أن يكون قد زالت الحمرة عنها وإن كانت الشمس باقية خلف الجبل ، لأنّها تغرب عن قوم وتطلع على آخرين ، وإنّما نهى عن تتبعها وصعود الجبل لرؤيتها لأنّ ذلك غير واجب ، بل الواجب عليه مراعاة مشرقه ومغربه مع زوال اللبس والأعذار.
السند :
في الأوّل : ليس فيه إلاّ الإرسال بعد ما قدّمناه في حريز وغيره (١) ، لكن في الفقيه عن أبي أُسامة فقط (٢) ، ولا يبعد أن يكون « أو » هنا سهواً وإنّما هو الواو.
ثمّ إنّ الطريق في الفقيه إلى أبي أُسامة ضعيف بأبي جميلة (٣) ، لكن على الطريق السابق لشيخنا المحقّق أيّده الله يمكن تصحيح الرواية ؛ لأنّ النجاشي روى كتاب زيد الشّحام عن صفوان (٤) ، وذكر في صفوان : أنّ جميع رواياته أخبره بها جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار وسعد ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن محمّد بن الحسين ، عن يعقوب بن يزيد ، عن
__________________
(١) في ص ٣٨.
(٢) الفقيه ١ : ١٤٢ / ٦٦١ ، الوسائل ٤ : ١٩٨ أبواب المواقيت ب ٢٠ ح ٢.
(٣) مشيخة الفقيه ( الفقيه ٤ ) : ١١.
(٤) رجال النجاشي : ١٧٥ / ٤٦٢.