أنّكم تريدون المخالفة كما فعل أبو الخطّاب في التأخير للشفق ، وحينئذٍ يدلّ ذاك الخبر على أنّ التأخير لاشتباك النجوم على وجه كونه وقتاً غير جائز ، بل احتمال الفصل (١) ممكن ، وعليه يحمل الأمر في هذا الخبر المبحوث عنه ، فتأمّل.
قوله :
فأمّا ما رواه سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي أُسامة أو غيره قال : صعدت مرّةً جبل أبي قبيس والناس يصلّون المغرب ، فرأيت الشمس لم تغرب (٢) ، إنّما توارت خلف الجبل عن الناس ، فلقيت أبا عبد الله عليهالسلام يصلّي فأخبرته بذلك ، فقال لي : « ولمَ فعلتَ ذلك؟ بئس ما صنعت ، إنّما نصلّيها إذا لم نَرَها خلف جبل (٣) ، غابت أو غارت ما لم يتجلّلها سحابٌ أو ظلمة تظلّها (٤) ، وإنّما عليك مشرقك ومغربك ، وليس على الناس أن يبحثوا ».
عنه ، عن موسى بن الحسن ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جعفر بن عثمان ، عن سماعة بن مهران قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام في المغرب : إنّا ربما صلّينا ونحن نخاف أن تكون الشمس خلف الجبل ، وقد سترنا منها الجبل ، قال : فقال : « ليس
__________________
(١) في « رض » : الفضل.
(٢) في الاستبصار ١ : ٢٦٦ / ٩٦١ : لم تغب.
(٣) كذا في النسخ ، وفي الاستبصار ١ : ٢٦٦ / ٩٦١ : فوق الجبل.
(٤) في الاستبصار ١ : ٢٦٦ / ٩٦١ : تظلمها.