وخبر منصور بن حازم عن غير واحد من أصحابنا ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إنّا نكون بأرض باردة يكون فيها الثلج أفنسجد عليه؟ قال : «لا ، ولكن اجعل بينك وبينه شيئا قطنا أو كتانا» (١) وليس في قوله : «إنّا نكون بأرض باردة» شهادة بإرادته في مقام الضرورة ؛ إذ لا ملازمة عقلا ولا عادة بين كونه في تلك الأراضي وعدم تمكّنه حال الصلاة من تحصيل ما يصحّ السجود عليه كي ينزّل عليه إطلاق الجواب.
وخبر ياسر الخادم ، قال : مرّبي أبو الحسن عليهالسلام وأنا أصلّي على الطبري وقد ألقيت عليه شيئا أسجد عليه ، فقال لي : «ما لك لا تسجد عليه؟ أليس هو من نبات الأرض؟» (٢) أقول : هذه الرواية في حدّ ذاتها لا تدلّ على المدّعى ، فإنّه يصحّ إطلاق الطبري على كلّ شيء منسوب إلى طبرستان ، ولكن مقتضى ذكر العلماء هذه الرواية في هذا الباب وارتكاب التأويل فيها بالحمل على التقيّة ونحوها كما عن الشيخ (٣) وغيره (٤) : كونه اسما لجنس معهود متّخذ من القطن أو الكتّان ، كما ربما يؤيّده ما في كتاب مجمع البحرين حيث قال في تفسيره : لعلّه كتّان منسوب إلى
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٣٠٨ / ١٢٤٧ ، الاستبصار ١ : ٣٣٢ / ١٢٤٧ ، الوسائل ، الباب ٤ من أبواب ما يسجد عليه ، ح ٧.
(٢) التهذيب ٢ : ٣٠٨ / ١٢٤٩ ، الاستبصار ١ : ٣٣١ / ١٢٤٣ ، الوسائل ، الباب ٢ من أبواب ما يسجد عليه ، ح ٥.
(٣) التهذيب ٢ : ٣٠٨ ، ذيل ح ١٢٤٩ ، الاستبصار ١ : ٣٣١ ، ذيل ح ١٢٤٣ ، وحكاه عنه العاملي في الوسائل ، ذيل ح ٥ من الباب ٢ من أبواب ما يسجد عليه.
(٤) كالبحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢٥٠ ـ ٢٥١.