طبرستان (١). انتهى.
ولكن حكي عن مولى مراد وغيره أنّ الطبري هو (٢) الحصير الذي يصنعه أهل طبرستان (٣) ، فعلى هذا يكون الخبر أجنبيّا عمّا نحن فيه.
وكيف كان فقد حكي عن غير واحد حمل أخبار المنع على الكراهة (٤) ، جمعا بينها وبين أخبار الجواز. وهو لا يخلو عن وجه.
ولكنّ الأوجه حمل أخبار الجواز على التقيّة ؛ فإنّ الأخبار بظاهرها من الأخبار التي تعدّ لدى العرف من الأخبار المتعارضة التي أمرنا فيها بالرجوع إلى المرجّحات ، فإنّ أهل العرف يرون المناقضة بين نفي البأس عن السجود على القطن والكتّان ، وذكرهما في سلك ما لا يجوز السجود عليه في الروايات المسوقة لبيان ما يجوز السجود عليه وما لا يجوز ، والترجيح لأخبار المنع من وجوه ، فلتحمل أخبار الجواز على التقيّة.
ولا ينافيها ما في الخبرين الأوّلين (٥) من السؤال عن جوازه في غير مقام التقيّة والضرورة ، فإنّ هذا إن لم يكن مؤيّدا ؛ لاحتمال التقيّة في الجواب فهو غير موهن له ؛ لأنّ كلّ من سأل الإمام عن حكم شيء إنّما يريد حكمه الواقعي الثابت
__________________
(١) مجمع البحرين ٣ : ٣٧٦ «طبر».
(٢) في «ض ١٢» والطبعة الحجريّة : «مولى مراد أنّ الطبري وغيره أنه هو». والصحيح ما أثبتناه.
(٣) حكاه عنه وعن المجلسي الأوّل العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٢٤٦ ، وانظر روضة المتّقين ٢ : ١٧٧.
(٤) هذا صريح المحقّق الحلّي في المعتبر ٢ : ١١٩ ، ومحتمل العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٢٤٨ على ما حكاه عنهما البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢٥٠.
(٥) أي : خبري داود الصرمي والحسين بن علي بن كيسان الصنعاني ، المتقدّمين في ص ١٨٦.