أقول : استقرب في الحدائق كون قوله : «فغيّرت العامّة» إلى آخره ، من كلام الصدوق ، لا من تتمّة الرواية. وحكى عن ظاهر الشهيد في الذكرى أيضا نسبته إلى الصدوق (١).
وصحيحة الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «كان بلال يؤذّن للنبي صلىاللهعليهوآله وابن أمّ مكتوم وكان أعمى يؤذّن بليل ، ويؤذّن بلال حين يطلع الفجر» (٢).
وخبر زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال (٣) : «هذا ابن أمّ مكتوم وهو يؤذّن بليل ، فإذا أذّن بلال فعند ذلك فأمسك» يعني في الصوم (٤).
واحتج السيّد في المسائل [ الناصريّة ] للمنع ـ على ما حكي عنه ـ بأنّ الأذان دعاء إلى الصلاة وعلم على حضورها ، ففعله قبل وقتها وضع للشيء في غير موضعه.
وبأنّه روي أنّ بلالا أذّن قبل طلوع الفجر ، فأمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يعيد الأذان.
وروى عن عياض بن عامر (٥) عن بلال أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له : «لا تؤذّن حتى يستبين لك الفجر هكذا» ومدّيده عرضا (٦) (٧).
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٧ : ٣٩٦ ، وراجع : الذكرى ٣ : ١٩٨.
(٢) تقدّم تخريجها في ص ٣٠٠ ، الهامش (٥).
(٣) كذا قوله : «أنّه قال» في «ض ١٢» والطبعة الحجريّة ، وفي المصدر : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال».
(٤) الكافي ٤ : ٩٨ / ١ ، الوسائل ، الباب ٨ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٤.
(٥) في سنن أبي داود : «شدّاد مولى عياض بن عامر».
(٦) سنن أبي داود ١ : ١٤٧ / ٥٣٤ ، كنز العمّال ٧ : ٦٩٦ / ٢٠٩٧٥.
(٧) مسائل الناصريّات : ١٨٢ ـ ١٨٣ ، المسألة ٦٨ ، وحكاه عنه العلّامة الحلّي في مختلف الشيعة ٢ : ١٤٧ ـ ١٤٨ ، المسألة ٨٠.