المنتهى نسبته إلى علمائنا (١) ، وعن الذكرى إلى عمل الأصحاب (٢) : (مثنى مثنى ، ويزاد فيها) بين حيّ على خير العمل وبين التكبير (قد قامت الصلاة ، مرّتين ، ويسقط من التهليل في آخرها مرّة واحدة) فتكون سبعة عشر فصلا ، ومجموعهما خمسة وثلاثون فصلا.
وكفى دليلا لهما على التفصيل المزبور معروفيّة كونهما كذلك لدى الشيعة ؛ لقضاء العادة في مثل الأذان والإقامة بضبط فصولهما من الصدر الأوّل خصوصا بعد وقوع الخلاف بينهم وبين المخالفين ، الموجب لمزيد الالتفات وشدّة الاهتمام بالضبط ، مضافا إلى الإجماعات المنقولة عن الأصحاب قولا وعملا ، المعتضدة بالشهرة وعدم نقل الخلاف فيهما ، عدا ما عن الشيخ في الخلاف حاكيا عن بعض الأصحاب من أنّه جعل فصول الإقامة مثل فصول الأذان وزاد فيها : «قد قامت الصلاة» مرّتين (٣) ، وعن ابن الجنيد أنّه قال : التهليل في آخر الإقامة مرّة واحدة إذا كان المقيم قد أتى بها بعد الأذان ، وإن كان قد أتى بها بغير أذان ، ثنّى «لا إله إلّا الله» في آخرها (٤).
ويشهد له أيضا خبر إسماعيل الجعفي ـ المرويّ عن الكافي ـ قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «الأذان والإقامة خمسة وثلاثون حرفا» ، فعدّد ذلك بيده واحدا واحدا ، الأذان ثمانية عشر حرفا ، والإقامة سبعة عشر حرفا (٥).
__________________
(١) منتهى المطلب ٤ : ٣٨٤ ، وحكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٢٨١.
(٢) الذكرى ٣ : ١٩٩ ، وحكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٢٨١.
(٣) الخلاف ١ : ٢٧٩ ، المسألة ٢٠ ، وحكاه عنه العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٢٨٢.
(٤) حكاه عنه العلّامة الحلّي في مختلف الشيعة ٢ : ١٥٠ ، المسألة ٨٢.
(٥) الكافي ٣ : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ / ٣ ، الوسائل ، الباب ١٩ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ١.