ورواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «النداء والتثويب في الإقامة (١) من السنّة» (٢).
ولكن يحتمل أن يكون المراد بالتثويب في هذه الرواية تكرار الفصول زيادة على الموظّف بقصد الإشعار ، كما يؤيّد هذا الاحتمال روايته المتقدّمة (٣) في الترجيع.
وكذا صحيحة زرارة قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «يا زرارة تفتتح الأذان بأربع تكبيرات وتختمه بتهليلتين وتكبيرتين ، وإن شئت زدت على التثويب حيّ على الفلاح ، مكان : الصلاة خير من النوم» (٤) إذ الظاهر أنّ المراد بها : إن شئت الزيادة على التكرار الموظّف في الأذان ، فكرّر «حيّ على الفلاح» مكان التثويب المبتدع.
كما أنّه يحتمل أن يكون ما حكاه أبو جعفر عن أبيه عليهماالسلام في خبر (٥) محمّد ابن مسلم من أنّه كان ينادي في بيته : الصلاة خير من النوم ، هو قبل طلوع الفجر لأجل التنبيه ، لا في أثناء الأذان أو الإقامة ، كما يؤيّد هذا الاحتمال خبر زيد النرسي ـ المرويّ عن كتابه ـ عن أبي الحسن عليهالسلام ، قال : سألته عن الأذان قبل طلوع الفجر ،
__________________
(١) في الاستبصار : «الأذان» بدل «الإقامة».
(٢) التهذيب ٢ : ٦٢ / ٢٢١ ، الاستبصار ١ : ٣٠٨ / ١١٤٥ ، الوسائل ، الباب ٢٢ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٣.
(٣) في ص ٣٤٤.
(٤) التهذيب ٢ : ٦٣ / ٢٢٤ ، الاستبصار ١ : ٣٠٩ / ١١٤٨ ، الوسائل ، الباب ١٩ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٢ ، والباب ٢٢ من تلك الأبواب ، ح ٢.
(٥) تقدّم الخبر في ص ٣٤٦.