فقال : «لا ، إنّما الأذان عند طلوع الفجر أوّل ما يطلع» قلت : فإن كان يريد أن يؤذن الناس بالصلاة وينبّههم؟ قال : «فلا يؤذّن ولكن ليقل وينادي بالصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ، يقولها مرارا» (١).
وأمّا خبر (٢) ابن سنان : فهو صريح فيما قال به الجعفي (٣).
وقد حكي عن الشيخ أنّه حمل هذه الأخبار بأسرها على التقيّة ؛ لإجماع الطائفة على ترك العمل بها (٤). ولقد أجاد في ذلك.
ولكن حكي عن المصنّف في المعتبر الاعتراض عليه ، فإنّه ـ بعد أن روى خبر ابن سنان ، المتقدّم (٥) ، ونقل عن الشيخ في الاستبصار حمله على التقيّة ـ قال : ولست أرى في هذا التأويل شيئا ؛ فإنّ في جملة الأذان «حيّ على خير العمل» وهو انفراد الأصحاب ، فلو كان للتقيّة ، لما ذكره ، لكنّ الأوجه أن يقال : فيه روايتان عن أهل البيت عليهمالسلام ، أشهرهما ، تركه (٦). انتهى.
وأجاب عنه غير واحد (٧) ممّن تأخّر عنه : بأنّه ليس في الرواية تصريح بأنّه يقول : «حيّ على خير العمل» جهرا ، فيحتمل قويّا معهوديّة الإتيان بقول : «حيّ
__________________
(١) تقدّم تخريجه في ص ٣٠٤ ، الهامش (١).
(٢) تقدّم الخبر في ص ٣٤٦.
(٣) تقدّم تخريج قوله في ص ٣٤٦ ، الهامش (٣).
(٤) التهذيب ٢ : ٦٣ ، ذيل ح ٢٢٢ ، الاستبصار ١ : ٣٠٨ ، ذيل ح ١١٤٦ ، وحكاه عنه العاملي في الوسائل ، ذيل ح ٤ من الباب ٢٢ من أبواب الأذان والإقامة.
(٥) في ص ٣٤٦.
(٦) المعتبر ٢ : ١٤٥ ، وحكاه عنه العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٢٩٢.
(٧) كالعاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٢٩٢ ، والبحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٤٢١.