علي بن أبي طالب عليهمالسلام. وقد يصف نفسه في بعض مصنّفاته بالحسيني الحسني الموسوي ، وكان وجه انتسابه نفسه إلى الحسن المجتبى وموسى الكاظم عليهماالسلام من جهة امهاته أو جدّاته.
فالرجل ينتهي إلى النجيب الشريف الثائر المتعهّد المحامي عن شرف العترة الطاهرة ، زيد بن علي بن الحسين ثمّ إلى الائمّة زين العابدين وأبي عبد الله الحسين وأمير المؤمنين وفاطمة سيّدة النساء عليهم أفضل الصلاة وأحسن السلام ، فنسبه أشرف الأنساب وعروقه أعرق الأعراق وصلبه أصلب الأصلاب.
وأمّا مولده فهو ولد رحمهالله في قرية «شقراء» من قرى جبل عامل بلبنان.
وأمّا سنة ولادته فلم يضبطه أحد على التحقيق والتعيين إلّا أنّ الأمين العاملي رحمهالله أثبتها في حدود المائة ونيف وخمسين بعد الألف.
مسيره في تحصيله وأساتيذه من ابتدائه إلى انتهائه :
والظاهر أنّ أوائل ابتدائه في تحصيل العلوم كان في جبل عامل ، فشرع في مقدّمات العلوم الإسلامية الدخيلة في التفقّه في هذا المكان. ثم بعد استكماله تلك المقدمات سافر إلى العراق ، فأقام في إحدى الحوزتين المعروفتين الدائرتين في ذلك الزمان وهي كربلاء المقدسة بعد النجف الأشرف فاستوطنها وذلك لأنّ بلدة كربلاء في ذلك الزمان صارت حوزة علميّة عالية للمريدين وقطباً دائراً لتحصيل العلومالإسلامية للمتعلمين ولا سيّما في الفقه الجعفري واصوله الاعتقاديّة والفقهيّة.
وكان قطب رحا حوزة كربلاء المقدّسة ومحور تحقيقها وتدريسها حينئذٍ هو الفقيه الأمجد والاصولي الأوحد استاذ فقهاء عصره المحقّق المدقّق آية الله وحجة الإسلام آقا محمد باقر الشهير بالوحيد البهبهاني رحمهالله وبعده في الشهرة والعظمة ابن اخته الفقيه الاصولي آية الله السيّد علي الطباطبائي صاحب رياض المسائل. ومعاصر هذين الاستاذين المحقّقين في تلك البلدة الطيبة المستقرّ في طرف ضدّهما من حيث المبنى والمسلك الفقيه العالم المحقّق آية الله الشيخ يوسف البحراني صاحب كتاب الحدائق الناضرة وهؤلاء الأعلام وغيرهم كانوا مصابيح العلم في تلك البلدة المقدّسة وآية تحقيقها في تلك الكليّة الفقهيّة وكان طلبة العلم