بحيث الافق يرى من لون حمرته |
|
كالشيب يخضب بالحناء والكتم |
هناك تنهلّ أيديهم بصوب حيا |
|
يحيا بالاحداث ما فيها من الرّمم (١) |
وأن بيتي زياد طالما ذكروا |
|
إذا ألمّت أحاديث بذكرهم (٢) |
أحلام عاد وأجسام مطهرة |
|
من المعقّة والآفاق والأثم |
يرون حقّا عليهم حفظ جارهم |
|
فلم يضر نازل فيهم ولم يضم |
فروعهم بالدواهي لا يراع ، ولا |
|
يغمّ منها بما يعرو من الغمم (٣) |
هم البحار سماحا غير أن بها |
|
ما قد أناف على الأطواد من همم (٤) |
وليس يسلم من حتف محاربهم |
|
حتى يكون إليهم ملقي السّلم |
كم فيهم من أمير أوحد ندس |
|
يقرطس الغرض المقصود بالفهم (٥) |
ولا كسبط أبي حسون من حسنت |
|
أمداحه حسن ما فيه من الشّيم |
هذا كم ابن أبي ذكرى الهمام فقل |
|
في أصله المنتقى من مجده العمم (٦) |
خليفة الله حقا في خليقته |
|
كنائب ناب في حكم عن الحكم |
مهما تنر قسمات منه نيّرة |
|
تنل بنازله ما جل من نعم |
فوجهه بدجا أو كفه بجدى |
|
أبهى من الزهر أو أندى من الدّيم (٧) |
وفضله وله الفضل المبين جرى |
|
كجري الأمثال في الأقطار والأمم |
وجوده المتوالي للبريّة ما |
|
وجوده بينها طرّا بمنهدم |
إذا ابتغت نعما منه العفاة له |
|
لم يسمعوا كلمة منه سوى نعم (٨) |
وإن يعبس زمان في وجوههم |
|
لم يبصروا غير وجه منه مبتسم |
وجه تبين سمات المكرمات به |
|
كما تبين سمات الصدق في الكلم |
__________________
(١) في ب
«بصوب حيا» |
|
يحيي بالاجداث ...» |
(٢) في أ«وأن بيتي زياد طالما ذكروا» وزياد هو النابغة الذيباني.
(٣) في ب «فروعه بالدواهي ...».
(٤) الأطواد : الجبال ، جمع طود.
(٥) الندس : الفطن الذكي.
(٦) في ب «هذا كم بن أبي ذكرى ...».
(٧) الجدى ـ بفتح الجيم : العطاء. والديم : جمع ديمة وأصله : المطر الدائم الذي لا ينقطع.
(٨) العفاة : جمع عاف ، وهو طالب المعروف.