وراحة لم تزل في كل آونة |
|
في نيلها راحة الشّاكي من العدم |
لله ما التزمته من نوافله |
|
أيام لا فرض مفروض بملتزم |
أنسى الخلائف في حلم وفي شرف |
|
وفي سخاء وفي علم وفي فهم |
فجاز معتمدا منهم ومعتضدا |
|
وامتاز عن واثق منهم ومعتصم |
وناصر الدين في الإقبال فاق ، وفي |
|
محبة العلم أزرى بابنه الحكم |
أفعال أعدائه معتلة أبدا |
|
متى يرم جزمها بالحذف تنجزم |
فويل أهل القلى من حيّة ذكر |
|
للمتلئبّ اللهام المجر ملتقم (١) |
راموا عداوة من شاء غادرهم |
|
مثل الأحاديث عن عاد وعن إرم |
فسوف يأكلهم من جيشه لجب |
|
بكل قرم إلى لحمانهم قرم (٢) |
وإن الاعراب إذ ساروا لغايته |
|
لسائرون إلى لقم على لقم |
وهم كما قاله ماض «أرى قدمي |
|
بسعيه نحو حتفي قد أراق دمي» (٣) |
فقل إذن للمناوي الناولان أذى |
|
يا غر غرك ما أبصرت في الحلم |
له صوارم لو ناجتك ألسنها |
|
لبشرتك بعمر منك منصرم (٤) |
وأن روحك عن قرب سيقبضه |
|
قبض المسلم ما قد حاز من سلم |
فهو الذي ما له ندّ يشابهه |
|
من كل متصف بالدّهي متّسم (٥) |
يدبر الأمر تدبيرا يخلصه |
|
مما عسى أن يرى فيه من الوهم |
ويبصر الغيب لحظ الذهن منه إذا |
|
تعمى عن ادراكه ألحاظ كل عمي |
وينعم النظر المفضي بناظره |
|
لصوب وجه صواب واضح اللقم |
ذو منطق لم تزل تجلو نتائجه |
|
عن مبطل بخصام المبطل الخصم |
ومسمع ليس يصغي للوشاة فلم |
|
ينفق لديه الذي عنهم إليه نمي |
__________________
(١) القلى ـ بكسر القاف : البغض والكراهية.
(٢) اللجب : الكثير الضجة. والقرم : الشديد الشهوة للّحم.
(٣) يشير إلى قول الشاعر :
أرى قدمي أراق دمي
وهو من أبيات الجناس
(٤) الصوارم السيوف القاطعة ، جمع صارم.
(٥) الندّ : المثيل ، النظير.